الخميس، 23 ديسمبر 2010

في مجموعته الكاملة: هاشم صديق شاعريته تحتوي اللغة وتفيض معنىً

في مجموعته الكاملة:
هاشم صديق شاعريته تحتوي اللغة وتفيض معنىً

في نبرة لا تخلو من عتاب رقيق على خذلان الوطن لقبيلة الشعراء ابتدر الشاعر هاشم صديق إهداءً لمجموعته الشعرية الكاملة الصادرة طبعتها الأولى في العام 2005م. وحيث أنني لم أحظ بالإطلاع عليها كاملة في شكلها الجديد إلا هذا العام فإنني أرى نفسي من ضمن المقصرين ، ذلك لأنني أتذوق ما ينظمه من على البعد دون أن تتاح لي فرصة الكتابة عن شاعر ممسوس بحب الوطن ، يملأه قلق الذات الشاعرة الباحثة دوماً عن خلاص.
وهذه المحاولة تتقاصر تواضعاً أمام إنتاج شعري أخذ حوالي الأربعة عقود من الرهق وآلام الكتابة التي لا يحس بها سوى من كابد الحنين المرتحل مع أمواج الأحزان الشفيفة ومن توجه قلبه وعقله إلى المطالبة بحقه في الفرح الإنساني .لكل هذا فقد رأيت أنه من الضروري توضيح أن محاولة الكتابة عن مجموعة شعرية لهاشم صديق لا تعدو عن أن تكون تجوالاً على شكل مباحثة معك عزيزي القارئ عن ثيمة أساسية بعد رصدي لقراءة أعمال المجموعة الكاملة التي تحوى المجموعات الشعرية التي بدأ إصدارها منذ العام 1975م حاوية لأروع قصائده المغناة منها "ملحمة أكتوبر" ، حروف اسمك"، "أذن الآذان" ،"حاجة فيك" ،"اضحكي"وغيرها. وهذه المجموعة الكاملة منها بالعامية: مجموعة (كلام للحلوة)، (الزمن والرحلة)، (جواب مسجل للبلد)، ( ميلاد)، وبالفصحى: (هذا المساء). كل هذه المجموعات لا أستطيع اختصارها في وريقات، ولكني سأحاول عرض رونق وبهاء التجربة القديمة الجديدة في استنادها على التشكيل الفني والمعنى الجمالي المتقد وفي قدرة أدائها على التماسك والتجويد لأكثر من أربعة عقود من الزمان، عمر القصائد مكونة هذه المجموعة الرائعة.
الوطن:في مفاصل الانتماء للوجع:
ولأن شعره العامي له رصيد كبير من معانقة الهم العام، وأحزان البلد فقد استطاع أن يلامس الشغاف دون مواراة لعمق التجارب الثائرة أحياناً والمحبطة أحياناً أخرى في تناولها للقضايا الملّحة. وعند هاشم صديق القضية تتسع من هم ذاتي يخص فرد إلى هم عام يخص وطن ، وما حاوله هنا استطاع أن يخرج بقصائده من الجدل المحتدم بين النسقين الخاص والعام إلى بر تجربة جديدة يقدم تفسيراتها وتحليلاتها أصالة عن نفسه ونيابة عن بني وطنه في مثل رائعته "جواب مسجل للبلد" :
يا بلد اسمعيني وهاكِ كل البيعة كاملة
إسمي هاشم ، أمي آمنة
أبويا ميت وكان خضرجي
ومرة صاحب قهوة في ركن الوزارة
بيتنا طين واقع مشرّم ، ولما حال الطين يحنن
نشقى شان نلقى الزبالة
وما بهم
إنتي زادي... وقصري .... والمال والكتابة
منّك اتعلمت أصبُر
وكيف أحس ألم الغلابة
فلكأن البلد هنا حاضرة في صمودها لنا جميعاً وفي وقت واحد وهو منحى عام نجده في أغلب نصوصه استطاع أن يرسّخ نغمتها المميزة ويجعلها شاهدة على جملة التحولات اللصيقة بالضمير الشعبي.
لم يجد هاشم صديق الطريق ممهداً له ، ولا يمكننا أن نتناسى تجارب أخرى اهتمت اهتماما بالغاً بالتجديد في ذات الأخيلة التي أهمّته مثل الرائعين محجوب شريف ومحمد طه القدال ثم عاطف خيري.أما غيره من مجايليه شعراء الفصحى ممن سكنهم هاجس التواصل وجدوا تراثاً مهده من سبقوهم من رواد فتمددوا على تجاربهم بإبداعات غير منقطعة ولا مختصمة مع ما سبقها، فكانت انجازاتهم مستندة على طرائق أدائهم الفني مع اجتهاد التجويد والتحديث ، إلا أن هاشماً وقعت على عاتقه مهمة الانتقال بقدر من التمرد على واقع القصيدة ولكن بلمحة عصرية تنهل من واقع الشعب وتجاربه وانتمائه ، فكان تحدي الوقوف والثبات على أرضية جديدة لم يحسن الناس التعرف إليها من قبل، فاتكأ على زاد موهبته الفذة وطزاجة أفكاره ليدس أصابعه وسط أشواك تعانده في أن لا يكون إلا نفسه في قصيدته "حملة الأختام":
صعب يا شوك أكون نفسي
بدون أحضن بلد بي حالها
ما أرفع شعار غايات
ولا أمسح نعال ضالي.
وكما عرّى مظاهر الفساد في الواقع مرتبطاً بالهم العام كاشفاً عن عمق الأزمة من منظور شعارات تتغذى على صراعات الوطن ، تتشكل رؤاه واضحة في فضاء قصيدة "المحاكمة" "1980" التي أظهرت مواجهة ذاكرته المزدحمة لهرطقات الأقلام الفاشية ،حتى كره "تفاهة الثوار" الذين يناضلون من خلال "قعداتهم" وقصائدهم الاحتفائية التي حولت اسم البلد إلى "لعبة" ولا يترك للذكريات فرصة أن تنأى وتتلاشى:
أقوم يا وطني من جرحي
وأشوف برؤية العافية
جروحك في مزاد للبيع
وإسمك في خشوم لاهية
وأحسك غابة من أشواك
عليك قدم البحس حافية
"يمينك" لعبة الأوزان
"يسارك" يا وطن تايه
مقسّم في الحرب كيمان.
وفي نفس القصيدة تتقاطع حواراته الداخلية فوق مساحات ذهنية واسعة، وقبل أن تدفع به إلى حافة الجنون يستطيع أن يرى:
وفي الدوامة
تتبدل سمانا سواد
يموت معنى الوطن
في زفة الأوغاد
يضيع نبض الوطن
في زحمة الأحقاد
يئن شرف الوطن
من جزمة الأسياد.
لا يركن الشاعر إلى الأحلام كثيراً فكل ما يحسه واقعي حد القسوة ، إلا أنه يحاول أن يختصر كثيراً من الأوجاع، مع حرصه على فتح الوعي على حقائق أن الوطن لم يعد كما كان رغم حضوره الشجي الذي يهز وجدانه القلق والحائر ويحاول أن يمسك ما تبقى منه حتى لا "يضهب" كما في قصيدته"غُبن":
صباحك شين
أيا مغبون
مَكَر شجنك
سرق كُحل السمح في العين
ترا الوطن الشرب روحك
ضهب في لفة التاريخ
كبر ضيقك كبر ضيقك
صبح باقي المسافة مسيخ.
ليست السوداوية التي حاكتها الأوضاع السياسية هي وحدها التي لا تمل من نثر الأسئلة في زوايا قصائده ، ولكن لإثارة القضية أيضاً حزن يندرج تحت إثارة الحماس والهمة للنهوض بالوطن ومجابهة الصعاب في نوع من التحدي به كثير من مفردات الفجيعة مثل "دمي النزف" " لا بتهدّ ".وكصياغة نطاقات أخرى للتمرد ينفجر الشاعر غضباً يجمع كشوفاً تقريرية تفتح آفاقاً تنهض على الرفض وتثير الآخرين ضمن مساحة من الفعل الشعري " أعيش فوقها و "أموت فوقها" تظهر جلية في قصيدته "شان بلدي":
وحاة دمي النزف يوم داك
وبلّ الطين
أقيف واركز
ولا بتهدّ بالكلمات
ولا السكين
وشان بلدي
وشان الخير يزيد ويدّي
أقيف مارد أريد أرضِي
أعيش فوقها
أموت فوقها
ومحال يرخص تُراب أهلي.
الحبيبة:فضاءات مجاهدات الروح
ونكون قد أوقعنا بهذه المجموعة ظلماً كبيراً لو أننا تعمدنا الاعتقاد أن الشاعر يناجي الحبيبة ويتوجه نحو رحابها، في غير ما كونها جزء من الوطن الذي يمكّنه من مطاردة أحلامه إلى أن تصبح حقيقة. هذه القصائد تندرج في مستويات تجترح أفقاً واضحاً خيطه ، لو تتبعناه سنمر على " عيونك ..سُمرة العسل الموشح بي بريق الماس" ،"حروف اسمك..جمال الفال وراحة البال" و"حاجة فيك " وتنويعات أخرى على مدارج الحبيبة وآهات عميقة من "صقيع الغربة في عضمي" حيث للاغتراب هنا ملمحاً مغايراً . أما في تجاوزه لنسق الجمع بين فكرتين في فكرة واحدة غير تقليدية فيظهر عندما يغريه أحد نصوصه لأن يدوزن على أوتار آهاته للحبيبة كما في قصيدته "أحبك":
أحبك
في الكتب أقراك
وفي نبض الزمن أحياك
وفي الناس والبلد ألقاك
وأحسك واحة الأيتام
وشيلة خطوة لي قدام
ويقظة حقيقة ما أحلام.
ثم في آخر مقطع من قصيدته "ودعتين":
يا بنية مسّختي
البنادر
الله قادر
ختّ فيك
عبق الوطن.
وللحب مقامات مقدسة عند الشاعر سواء كانت الحبيبة متجسدة في كل " بنات بلدي" أو تلك التي ترتبط تعقيدات عجز فهمها لبكاء الشاعر وأوجاعه وآلامه بانكسارات لحقت بالوطن ، فيعبر هنا وبحزن معلن عن هزائمه التي لا يجرؤ على تعليقها على عدم إحساسها به وإنما يرصد متهماً قديماً يتجدد عند كل محنة ألا وهو الزمن كما في قصيدته "يا وطن":
يا وطناً تحت جلدي
وشاهد محنتي الصعبة
كتير أضعف
واقع في الشوك
وفي الأحلام وفي الفجعة
ناح جمر الغرام زمنين
وزي شاعر غزل مهووس
غمست حروفي في الدمعة
ولا حسّت حبيبتي غناي
ولا عرفت تشوف جواي
ولا دقّت وتر فرحي
ولا فهمت معاني بكاي.
أما في هذا النموذج الأخير فيبلغ الشاعر قمة البوح المأساوي الراصد لوجع يتمدد فيه محققاً معادلة شعرية يمر شرر الإبداع بين قطبيها فتسري ومضة الأمل رغم الألم ،فيمنّي نفسه بأنه سيجيء يوماً يستريح فيه ويحكي في ترميزٍ عالٍ لذاته موظفاً مفردات نضالية تتولد منها صورة شعرية ضاجة نبضاً بالأشواق المستحيلة يختصرها في "أستريح في ضل غرامك" ، هذه الغنائية الراقية واضحة في قصيدته "مبايعة":
اشقى في دربك أقاتل
وأبقى مخلص للنهاية
وأستريح في ضل غرامك
كلما تتعب خطاي
إيدي ترتاح في إيديك
واحكي ليك آخر حكاية
عن مظالم وعن مقاوم
وعن شهيد أهداك رواية
وعن أناشيد الزنازين
والمساجين والضحايا
لطالما كان الشعر العامي محاطاً بأسئلة تعجيزية تُختصر في صلته بمفهوم الحداثة وهي من إشكاليات شعراء العامية ، إلا أن الشاعر هاشم صديق دخل بنصوصه إلى آفاق أكثر عمقاً وحداثة داحضاً النظرة القاصرة للشعر المكتوب بالعامية ومؤكداً أن الذات الشاعرية هي التي تحتوي اللغة وتتسع لتشمل الشكل الفني والدلالة اللغوية وتفيض عن ذلك باحتوائها للمعاني. ومن خلال أشعاره الممتدة على ما يزيد عن الأربعين عاماً استطاع أن يجسّد وعياً جديداً يهتم بتراث وتكتيكات هذا الشعر بما يتماشى مع الفهم الحداثي له ، وهو تطوير لم يكن هاجساً للشاعر لأننا رأينا بوضوح كيف أن نصوصه تتحرر من أسر الأوعية الفنية المتكررة وكيف ينتقل بين نصوصه برشاقة مستفيداً مما تحتويه اللغة العامية من مفردات تستنفر كل طاقات الجمال.
هذا غير أن رؤيته للوطن رغم كل ما فيها من آلام وإحساس بالغُبن والأسف على واقع بائس ومحبط إلا أنها كثّفت من صورة حب الأرض وشرف النضال بينما يلوح طيف الحبيبة ممتزجاً بصورة البلد في علاقة اندماج غير كلي يحفظ لكل طرف حقه في التعبير عن نفسه .

مقدمة عن قبيلة الحمر1

مقدمة عن قبيلة الحمر

تعتبر قبيلة حمر من أكبر القبائل العربية التى استوطنت غرب كردفان وبالرجوع لجذورها التاريخية تفيد الروايات أنهم من سلالة محمد أحمد الأحمر الذي خرج في فتوحات المسلمين من الجزيرة العربية عن طريق مصر ومن ثم لشمال إفريقيا ثم دارفور حيث كان الاستقرار لفترة من الزمان وكانوا عبارة عن فرعين هما العساكرة بقيادة الشيخ سالم تريشو والدقاقيم بقيادة الشيخ أحمد أبو ناير ، وقد نشب خلاف بينهم وبين سلاطين الفور قرروا أن يتجهوا لكردفان وقرر بعض الدقاقيم النزوح للبحر وتحرك بعضهم مع الشيخ أحمد أبو ناير إلا أن أغلبهم مات قبل وصولهم للمكان الذي كانوا يرومون الوصول إليه أما العساكرة ومن ذهب معهم من الدقاقيم فقد اتجهوا لكردفان وبعد استقرارهم فيها تحرك الشيخ سالم لإيجاد مناهل المياه إلا أنه توفى بالقرب من المزروب وتم الاتفاق على أن يخلفه إبنه منعم سالم الذي ذهب إلى دارفور وأتفق مع سلاطينها على دفع ألفاً من الإبل وأشياء أخرى مقابل أن يتركوا لهم الدار التى تعرف الآن بدار حمر وتسلموا بعد الاتفاق وثيقة نحاسية من سلطان دارفور بملكيتهم للدار ومن ثم شرع أبناؤه الذين خلفوه المشارع والآبار وحفروا التبلدى لتخزين الماء في جوفه وقد تسلسلت الزعامة من وفاة الشيخ منعم سالم كالاتى :-
الشيخ مكي أبو المليح ابن الشيخ منعم
الشيخ مكين ابن الشيخ منعم
الشيخ محمد إسماعيل النعاس
الشيخ منصور محمد إسماعيل
الشيخ إبراهيم بك المليح بن مكي منعم ابن عم شيخ القبيلة السابق
الشيخ إسماعيل محمد إسماعيل (قراض القش
وفى بداية الحكم الثنائي تم تخصيص نظارتين لحمر حيث تم تعيين حمد بك تين من فرع الدقاقيم ناظراً وأيضا تم تعيين عبد الرحيم بك أبو دقل وهو من الغريسية وأستمر هذا الوضع حتى عام 1926م حيث قرر الإنجليز تعيين ناظر عموم واحد لكل قبائل حمر وتم اختيار الشيخ منعم منصور الذي نشأ بقرية أبو جفالة بالقرب من أبو زبد حيث حفظ القرآن في خلوة الشريف حسين وأخذ الطريقة الإدريسية الأحمدية على يد الشريف حسين ومن ثم انتقل إلى النهود وأستقر بها منذ العام 1926م عندما آلت إليه نظارة الخط ويذكر معاصروه أنه كان عابداً تالياً لكتاب الله آناء الليل وأطراف النهار وقد بنى مسجداً من حر ماله بمدينة النهود في عام 1945م وقد تولى زعامة القبيلة في ظروف كانت تتطلب الحزم والضبط لمواجهة التحديات إلا أنه أدار قبيلته بحنكة وذكاء وساهم في أن يحفر الرئيس عبود إبان زيارته للنهود احد عشر بئراً شرق النهود وتم توصيل الآبار بمواسير ستة بوصة لتوزع المياه داخل النهود ، وبعد وفاته في العام 1983م خلفه ابنه منعم منصور وخلفه بعد وفاته أخوه عبد القادر منعم منصور الذي فاز لخمس مرات في انتخابات مجالس الشعب في عهد نميرى..
قبيله الحمر هى من القبائل المتمركزه بولاية شمال كردفان منذ زمن طويل وتتمركز هذه القبيله بالجزء الغربى من الولايه ومكان التمركز يبدا من مدينة الخوى الى غبيش ومن ودبنده الى ام لبانه تقريبا وهى من القبائل التى تتخذ من حرفة الرعى والزراعه مهنه ..
ومن اميز الاشياء الضان الحمرى الذى هو مشهور عالميا بجودته .. وتتخذ من زراعه البطيخ محصول لها وذلك لنوع التربه التى يسكنون عليها (الرمليه) لذلك لديهم انتاج عالى من البطيخ وايضا الذره هذا محصول اساسى والدخن ...
واكبر المدن التى يتمركز فيها الحمر مدينة النهود..
ومن اكثر المدن التى يتمركز بها الحمر (النهود - عيال بخيت -الخوى - صقع الجمل - غبيش - ود بنده )- وهذه المدن على سبيل المثال...
يذهب الحمر انفسهم انهم قبيلة عربية عدنانية تنحدر من سلالة الشريف محمد الاحمر و انهم دخلوا السودان
عن طريق تونس بعد سقوط دولة الاسلام في الاندلس و استقروا اولاً بدارفور ثم زحفوا
شرقً حتى أكتشفوا منهل ابو زبد الحالي.
ويفخرون بأنهم اغنى القبائل التي تقطن من كوستي شرقا إلى نهاية قبائل
السودان غرباً و انهم كانوا قبيلة مشهورة بالابل و انهم يملكون اضخم الجمال
و اكبر الخراف في العالم و انهم يصدرون نصف صمغ العالم و انهم هم الذين
جعلوا الابيض اكبر اسواق العالم للصمغ العربي .
ماهي العلاقه بين قبيله الحمر وقبيله المجانين من جهه
وبين قبيله الحمر وقبيله دار حامد من جهه اخري؟
انا حسب علمي وعندما قراْت كتاب يتحدث عن قبائل السودان
وجدت ان حمر وحامد وكباش وشنبول ولهم اخو خامس لم استحضره الان.
هم اخوه خمسه جاؤ الي هذه المنطقه وكانو يسمونهم الاباله وجدو المنطقه تصلح للرعى وبها الماء والعشب والكلاْ.
واستقرو فيها.وكل واحد تزوج وانجنب له سلاله اصبحت تسمي باسماهم مثل حمر )حمري)وحامد(حامدي او دار حامد)وشنبول (شنابله)وكباش(كبابيش(
والله ورسوله اعلم.

عـن منطـقــة دار حمــر:
جغرافياً:
تــلك الرقـعة من الأرض في الســودان المعــروفة جغـرافياً وتاريخياً وسياسياً (بـدار حـمــر) منذ التركية السابقة مروراً بالمهدية والحكم الثنائي وبعد الإستقلال وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله إن شاء الله.
تقع في الجزء الغربي من ولاية شمال كردفان، ومن الناحية الجغرافية تنحصر بين خطى عرض 12و14 شمالا وخطى طول27و30 شــرقاً ولا تخرج من هذا النطاق الجغرافية إلا القليل من المناطق الجنوبية الغربية مثل منطقة المجرور وما حولها. ورد في مذكرات الســير روبرتســون أن مســاحة دار حمر الإدارية تقدر بـحوالي (44) ألف ميل مربع وذكر بان هذه المســاحة تعادلنصف مســاحة الجزر البريطانية.



طبيعة الأرض:
تمثل التربة الرملية بصفة عامة معظم مساحة دار حمر، وتتخللها التلال الرملية المعروفة بالقيزان ومن أشهرها قوز جمل. وتوجد بعض الأودية والخيران، إضافة إلى القليل من الجبال المتفرقة أشهرها جبل حيدوب وجبال النهيدات، جبل أم رقتي، جبال كاجا، جبل العفاريت وتلال أخرى صغيرة.
التركيبة الجيولوجية:
يتكون الجزاء الشمالي من المنطقة وبعض الأجزاء الغربية والجنوبية من الصــخور الأساسية الصلبة المكونة من حجارة الجرانيت والجينس وهى حجارة عالية الصلابة يصــعب حــفر الآبار الجوفية فيها ومن هنا نشــأت مشــكلة العطش التي عانى منها الكثير من مواطني المنطقة خاصة في الأجزاء الشــمالية مثل مناطق عيال بخيت.
بالرغم من التحســن الكبير الذي طرأ على إمدادات المياه عن طريق حفر الآبار الإرتوازية و تأهيل بعض الحفائر إلا أن العديد من مناطق دار حمر لا يزال يعانى من شــح الموارد المائية.
نظام الزراعة عند حمر خصوصاً فيما يتعلق بالفصل فيالمنازعات الحدودية:
كتب المستر إم . إيى. سي بمفـري عام 1933م في الأبيض ورقة حول الموضوع أعلاه تم نشرها في مذكرة المستر(K.D.D. Henderson) مساعد مفتش منطقة غرب كــردفـــان (دارحمـــر) في الملحـــق (G) الـبـنــد (2( فــي كـــتـــابـــــــــه
A NOTE ON THE HISTORY OF THE HAMAR TRIBE OF WESTERN KORDOFAN))
وقام بترجمتها السيد/ جمعة حامد أحمد ـ أم عجيجة ـ الخوي ونصها كالتالي:
1- هذه الورقة تنطبق على دار حمر كما تنطبق على المناطق الأخرى التي يعمل أهلها بالزراعة ولا يعرفها الكاتب، في كل المناطق التي تم مسحها وتعيين حدودها وتسجيلها، يمكن اللجوء إلى المسئول السياسي ليحكم في أي نزاع حول الأراضي لم يتم حله بالعرف والقانون. على الجانب الآخر مثلاً في الأراضي البور عادة لا تحدث خلافات حدودية حولها. تقع الخلافات الحدودية عادة في المناطق التي توجد فيها الزراعة بين هذين النقيضين (البور والمزروع) ولا يمكن الإستغناء عن المعرفة ببعض العادات والطرق المحلية لحلها.
2- تقع دار حمر بين هذين النقيضين (البور والمزروع) والنزاعات الحدودية شائعة جداً. هذه النزاعات تحل عادة عن طريق آلية الإدارات المحلية. يبدو في الحقيقة من الصعب تجنب الإنزلاق في الإحتكاكات الحدودية، وحتى في حالة أن لا يروق الحل النهائي لمفتش المنطقة، إلا أنه يجب عليه فهم بعض العوامل التي تحكم مثل هذه النزاعات. وهنا من الأفضل له مناقشة الأمر مع الشرتاية أو الناظر وعليه تقدير محاسن القرار الذي يعطونه له.
3- يمكن للشخص المتجول في دار حمر، القول، بأن في هذه المنطقة لا يمكن حدوث أي نوع من النزاعات الحدودية إذ أنها تبدو قليلة السكان بصورة واضحة. ولكن في الحقيقة فهي أصلاً شبه مشبعة بالقرى.
4- هناك شيئان فقط مهمان للقرية في دار حمر، هما الماء والأرض الصالحة للزراعة.
التبلدي يعني الماء وأرض حامية تعني أرض قابلة للزراعة.
ولحسن الحظ فقد قضي أمر الله أن يكونا في نفس المكان، وعليه فحيثما وجد شجر التبلدي تزداد الآمال في نجاح الزراعة وفي غير ذلك تبدو الحياة قاسية في دار حمر.
5- يمكن تقسيم التربة في دار حمر لأربعة أنواع:
(أ) الـقُـوزْ:
وهو أرض غير صالحة للزراعة وفيها ينمو الغبيش الذي تستخدم فروعه (مطارقه) للبناء، وأشجار الهبيل والدروت وقش الصميمي. والقوز عادة لا يوضع له إعتبار في فض النزاعات الحدودية بإعتباره عديم الفائدة، وتقريباً يمثل القوز (70%) من إجمالي مساحة دار حمر.
(ب) الـجُـرّابـَةْ:
أرض جيدة صالحة لإنتاج الدخن والذرة لمدة متصلة تمتد من (5) إلى (15) سنة وهذه هي الأرض التي يسعى المرء وراءها وعندما تكون (غَفَارْ) فهي أساس التنافس الحدودي.
يمكن معرفة الجرابة بطريقتين، بمظهرها العام وبنوعية الأشجار والأعشاب التي تنمو فيها.
أولاً: يجب أن تستطيع جرف التربة الحمراء من تحت السطح الأغبر بأصابعك الأربعة.
وثانياً: يجب وجود بعض من الأشجار أو الحشائش التالية في المنطقة: من الأشجار هشاب، كداد، بابنوس، حميض ومن الحشائش البغيل التي تحبها الجمال، فإذا وجدت أي مما ذكر أعلاه بكثرة على الأرض فتعتبر أرض جيدة ومرغوبة لإمتلاكها.
(ج) الـقَـرْدُودْ:
أرض لونها مائل للون الأحمر قاسية في الجو الجاف، وفي الجو الممطر، وعندما تكون لينة، خادعة للواري حيث تبدو متماسكة وآمنة، إلا أنها غير ذلك تماماً. تَوْحَلْ فيها اللواري بطريقة سيئة، ومعظم الطريق بين النهود وأبو زبد من نوعية القردود. هي أرض صالحة للزراعة ولكنها تتطلب أمطار غزيرة لإنتاج محاصيل جيدة. تنتج الذرة أفضل من الدخن بكثير فهي غير مرغوبة لدى حمر الذين يعتقدون أن فائدة الذرة الغذائية أقل من الدخن بكثير. وهي تمتاز على الجرابة بأنها ( ما بتبرد قوام) ولكنها تستمر في إنتاج الذرة سنة بعد سنة. التربة جنوب غرب وشمال مدينة النهود (قردود) ومن الملاحظ أنه لا يمكن الفصل بين الجرابة والقردود بخط واضح حيث تتداخل التربتين بين بعضهما. يطلق إسم قردود على التربة الحمراء التي تتسم بتماسك التربة الطينية في موسم الأمطار وعند الجفاف تصبح بصلابة الأسمنت. الجرابة والقردود يعتبران أرض حامية وكلاهما ذات قيمة عالية.
(د) مُـجْـلَـدْ:
هذا النوع من التربة يعتبر غير صالح لآي شيء في دار حمر إلاّ للزراعات الصغيرة جداً (جباريك). هي سوداء المظهر وغير منتشرة في الدار. توجد في مراقد الخيران في (أيك) في أقصي الجنوب الشرقي للدار قرب (الرجيل والتبون) وفي (أبودازا في الطليح). وكلمة مُجْلَدْ تعني ذلك النوع من الأرض وهي الأرض الوحيدة في دار حمر التي يمكن أن يزرع فيها القطن.
شجر التبلدي يميز النوعين (2) و(3) ولكن ينمو بعض النشاز منه في النوع (1) وينمو عدد منه في النوع (4). هناك مقولة تقول: أن (التبلدية تحب القوز) وفي هذه الحالة تستخدم كلمة (قوز) بمعناها العام وتشمل أي شيء ما عدا (المُجْـلَـدْ) وإستخدام كلمة (قوز) مربك جداً.
من العبث أن يتأمل المرء في موضوع لا يعرف عنه شيء، ولكنني أعتقد أن كل دار حمر تتكون أساساً من النوعين (2) و(3) وأن النوع (1) بكل بساطة هو نتيجة تحرك الرمال الرخوة وتكدسها فوق بعض. وبهذه الخاصية يمثل (القوز) في هذا الوقت الجزء الأعظم من دار حمر. وقد قمت بتقدير نسبة (القوز) بـ(70%) من دار حمر وأعتقد أن هذا التقدير ليس مبالغاً فيه.
باقي الـ(30%) تتكون بالتحديد من براري وجزر (الجرابة) و (القردود) محاطة أينما وجدت بمحيطات من القيزان. هذه البراري والجزر ذات الأراضي الصالحة للزراعة تمثل المناطق المأهولة وهذا هو سبب محدودية الأراضي المأهولة في دار حمر.

6- أصبحت دار حمر تمتهن الزراعة فقط بعد (إعادة إمتلاكهم للأرض) وبدء الإستقرار ومن الممكن أن تعتبر هذه بداية المرحلة الحالية من التطور.
عملية إعادة تكوين ونمو القرى في دار حمر تشابه حياة الكائنات وحيدة الخلية المتغيرة الشكل بإستمرار. ففي هذا النظام، عادة عندما يكتمل نمو القرية تنقسم إلى جزئين كل جزء يُنَمٍّي نفسه حتى يصبح مكتملاً ثم يتفرع ذلك الجزء مرة أخرى إلى جزئين منفصلين وهكذا.
وعليه ففي دار حمر، توجد في كل شرتاوية ثلاثة أو أربعة قري تنتمي لنفس العائلة يرجع تاريخها إلى الإدارة السابقة. كل واحدة من هذه القرى في الأصل كانت (آريت) تنامَى حتى وصل إلى مستوى القرية. تُكـرر العملية نفسها، كل قرية تحاط (بأواريت) تصبح فيما بعد قرى وتُمْنَحْ إستقلاليتها اللازمة. (الآريت) تحت سُلطة شيخ القرية الأم إلى أن يتم تعيين شيخ له من قبل ناظر العموم ويعطى بعد ذلك (تربيعة) أنظر الفقرة (9) أدناه.
7- دار حمر لا تبدو ممتدة الأراضي الزراعية كما يظهر في أول وهلة. البراري ذات الأراضي الزراعية عادة تعرف (بالشق) مثلاُ ( شق الحافضة، شق الدود، وشق الجمعانية) وحالياً تمثل سلسة من القرى متجاورة الزراعة. في بعض الأحيان تكون الحدود موضحة في (الغَفَارْ) بواسطة شخص حكيم، و في معظم الأحيان هي غير ذلك. سنة بعد سنة كلما يبدأ عدد سكان القرية في الإزدياد وتبدأ الأراضي المزروعة (تبرد) حتماً ستسعى كل قرية لتوسيع (سرايتها) بالإستحواذ على (الغَفَارْ). نفس التوسع يحدث في القرى المجاورة، وعليه، قريباً أو لاحقاً واحد أو الآخر من الشيوخ سوف يطلب من الشرتاية عمل حدود لقريته. عموماً يستطيع الشرتاية عمل ذلك دون صعوبات. هذه الحدود يجب أن تكون عادلة وواضحة المعالم حيث أنها تحدد التطلع الإقتصادي للقرية طوال الوقت.
ملاحظة: إن كانت للقرية (تربيعة) محددة (أنظر الفقرة 9 أدناه) فيكون هذا الحد قد وضع مسبقاً.
8- نأمل أن تكون الصورة قد إتضحت في كيفية نشوب النزاعات الحدودية خاصة في منطقة غير محدودة المساحة كما في دار حمر. ونود الآن أن نعطى صورة مبسطة عن نظام الزراعة وكذلك بعض الأُسُسْ البسيطة التي تحكم إمتلاك الأراضي في دار حمر.
أولاً: فيما يتعلق بالنُظُم: تكون أرض القرية على أربعة حالات مختلفة؛ فقد تكون:
(1) مَـزْرُوعْ: الأرض فعلاً تمت زراعتها.
(2) بُــورَةْ: تكون الأرض قد زرعت في وقت سابق ولكنها في الوقت الراهن متروكة لإراحتها لإستعادة خصوبتها. ومن المحتمل أن تشمل هذه قطع الأراضي التي لم تزرع لمدة (12سنة) والتي، بسبب عدم وجود الأشجار الكبيرة تبدو كالأرض (الغَفَارْ) البكر.
(3) مَـرْمِي أو مَـكْـبُـورْ: الأرض البكر التي تمت نظافتها تحضيراً للزراعة. يطلق عليها (مرمي) إذا أحرقت الأشجار بالنار، و(مكبورة) إذا أسقطت كبراً بالفاس.
(4) غَـفَـارْ: أي خلاء؛ حدود (غَفَارْ) القرية هي الحدود التي تتطلع إليها عند تطورها. فقد تحدها حافة القوز أو قرب قرية أخرى منها. وفي الحالة الثانية يجب أن توضع حدود في (الغَفَارْ) وهذه الحدود يجب وصفها في التربيعة، (أنظر الفقرة 9 أدناه).
(1) و(2) معاً تعرف بسراية القرية ( سراية جديدة وسراية قديمة على التوالي).
(3) و(4) ربما تقريباً تعرف بغَفَارْ القرية.
(1) ، (2) ، (3) و (4) جميعاً تُكَوّنْ تربيعة القرية.
9- التربيعة يجب وصفها في وثيقة مكتوبة وموقعة من الشرتاية وتكون محفوظة لدى الشيخ. الشرتاية الجيد هو الذي يعطي كل شيخ وثيقة واضحة وغير ملتبسة توضح ملكية الأرض وتساعد في تقليل الإحتكاك مع الشراتي الذين لا يعطون مثل هذه الورقة وتعرف (بورقة التربيعة) ويجب دائماً السؤال عنها ويجب أن تكون حاضرة.
10- يبدأ القروي زراعته بعد أن يعين له شيخ القرية أرض من (الغَفَارْ) ويبدأ فوراً في نظافتها ومن تلك اللحظة تكون الأرض من حقه. في كل سنة ينظف سريحة إضافية تدريجياً تضاف إلى سرايته، فبعد مدة قد تصل إلى خمسة سنوات، تكون أرضه الأصلية قد فقدت خصوبتها ويكون قد قام بتنظيف مساحة جديدة معتبرة ويخلي الأرض القديمة. وبالطبع فهو يزرع كل سريحة جديدة يضيفها إلى سرايته، والنتيجة أنه تدريجياً يزحف إلى الأمام في أراضي جديدة تاركاً الأرض القديمة خلفه (بورة). تقريباً بعد مرور عشرة سنوات يعود إلى أرضه التي ريحها (بورها) وهي ما زالت تعرف بسرايته، وهنا نأتي إلى المبدأ الأساسي للزراعة عند حمر؛ فهو بغض النظر عن طول المدة التي ترك فيها المزارع أرضه لتستريح (بورها) فبالرغم من ذلك فهي أرضه. قد تطول المدة حتى يصعب على المرء تمييزها من (الغفار) ولكن ذلك لا يهم. حسب العادة فإن الشخص الذي يقوم بتنظيف الأرض أول مرة تصبح ملكه طول الوقت. يجب على القروي أن لا يضيف أرضاً إلى سرايته بدون موافقة الشيخ
11- جناين الهشاب من متلكات القرية، وحق توزيعها يرجع للشيخ. ليس الغرض من هذه الورقة تناول موضوع جناين الهشاب إلا فيما يتعلق بتداخلها العام مع الزراعة، فحتى الوقت القريب يعتبر الصمغ ذو قيمة عالية جداً بحيث أنه، أينما إنتشرت أشجار الهشاب بعدد معقول يُمْنَعْ الناس من الزراعة، ولكن هذا المبدأ تم التساهل فيه في الوقت الراهن.
في إعتقادي أنه يجب ذكر حق أصحاب جناين الهشاب الذين يمتلكون أشجار هشاب في (بلدات) الغير، مقارنة بحق المجموعة (أ) بصيد طيور السمان في بلدات المجموعة (ب) المعمول به في الصحراء الغربية بمصر D. Newbold - (Austin Kennett's " Edouan Justice")
12- ينمو شجر التبلدي كما أسلفنا في الأراضي الزراعية. تُعْطَي التبلدية لصاحب جنينة الهشاب التى تنمو فيها (حسب حُكم المستر بيين). كل أشجار التبلدي غير المحفورة تحت تصرف شيخ الحلة. الشخص الذي يقوم بحفر التبلدية أو تُعْطَي له من قبل الشيخ تصبح تحت تصرفه طول الوقت ولا يمكن إعطائها قانوناً إلى شخص آخر إلاّ إذا غاب المالك الأصلي عن القرية لمدة طويلة. يفقد الشخص حقه في إمتلاك التبلدية إذا غاب عن القرية لمدة تزيد عن أربعة سنوات. التبلدية في الأصل ملك للشخص الذي حفرها أولاً ولا يُضِير ذلك حتى لو كانت في سراية قرية أخرى. وعليه لا بد من وضع الإعتبار لملكية التبلدى عند رسم الحدود. هذه نعمة كبرى لا توجد في غيرها، إذ أنه في دار حمر عند ترسيم الحدود كثيراً ما تُلْغَى مكاسب الشخص التي حصل عليها ببراعته.
13- معظم القرى في دار حمر ترتبط بطريقة أو بأخرى بروابط في الأصل هي التوحد بنظام يسود بينهم يعرف (بالزّينة). فعندما تدوم هذه (الزّينة) فهي أفضل نظام للأخذ والعطاء. وبهذا النظام تقوم القريتان بالنظافة والزراعة دون تمييز حتى تمتزج سراياتهما ببعض. للأسف في النهاية كثيراً ما تتلاشى هذه (الزّينة)، فينتهي وثاق (المَحَنّة) ويشتكي واحد أو الآخر من الشيوخ ويطالب بترسيم الحدود، وهذا يحدث بإنتظام.
وضع الحد ليس فقط لفصل زراعة الحلة (أ) من زراعة الحلة (ب) ولكن أيضاً لأن تفادي معارضة النظام الموصوف في الفقرة (10) أعلاه من المحتمل أن يكون مستحيلاً وغير عملي. أفضل حل في مثل هذه الحالة الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها لحق الحلة (أ) وحق الحلة (ب) والذي عندما يوضع حد واضح، يمكن للأشخاص الذين لديهم سراية في الجانب الآخر من الحد أن يحتفظوا بتلك السراية. مثل هذا الشخص ومن ذلك التاريخ يعتبر مزارع في منطقة غريبة وعليه في المستقبل أن يدفع العشور ( والنفقات الطارئة، الفطرة والزكاة) لشيخ الحلة التي تقع فيها سرايته التي يزرعها. هؤلاء الأشخاص الذين يطلق عليهم (مزارعون أغراب) يستمرون بالطبع تابعين إدارياً لشيخ قريتهم التي يسكنون فيها ويدفعون ضريبة القطعان له.
هذا النظام يبدو معقداً بعض الشيء ولكنه في الحقيقة هو النظام الذي تسير عليه معظم القرى في دار حمر. عادة لا يسمح للمزارعين الأغراب بفتح غفار جديد في المنطقة الغريبة. الوضع غير العادي الوحيد الذي يسمح فيه بذلك عندما تكون سراية المزارع الغريب صغيرة في قريته التي يسكنها، ففي هذه الحالة يطلب من شيخ القرية السماح له بفتح قطعة جديدة من الغفار وللشيخ كل الحق في السماح أو الرفض.
في دار حمر، يعتبر موضوع الفطرة والزكاة عامل فعال في ذهنية الشيوخ أكثر من مكافأة العشور.
14- في هذه الورقة هناك موضوع آخر في دار حمر يجب وضعه في الإعتبار، وهو ما يعرف بالدورة الزراعية أو تعاقب المحاصيل. لقد حاولت دون جدوى إيجاد العلاقة بين نوعية التربة ونظام التعاقب المطبق هنا، وحقيقة لا توجد علاقة، وعموماً فإن النظام المعمول به يُوَزّعْ بين طول فترة إراحة الأرض (تبويرها) وعدم الإستفادة منها. النظام في دار حمر أن تأخذ من الأرض الأفضل بقدر المستطاع وبعدها تتركها لتستريح وتستعيد خصوبتها (تبورها).
عموماً يوجد هناك نظام ولكنه يختلف بإختلاف التربة، ويجب التذكر بأن حمر يحبون أكل الدخن وعليه لا يزرعون الذرة (الماريق) إلاّ عندما يكون مُحَالاً زراعة الدخن. حوالي (70%) من إجمالي الحبوب في دار حمر دخن.
يختلف النظام إن كانت الأرض جرابة أو قردود.
فبالنسبة للجرابة:
أول سنة (درت) تزرع بطيخ وهذا له أثر جيد على التربة ويجعل إنتاجية السنوات اللاحقة أفضل مما إذا زرعت بالحبوب مباشرة.
من السنة الثانية والسنوات اللاحقة تزرع بالدخن حتى ظهور (البودة) وهي نبته ذات لون أحمر أرجواني تظهر مع الدخن عندما تبرد الأرض. بعد أول ظهور للبودة لا تكون هناك فائدة من زراعة الدخن. وبعد ظهور البودة يزرع الماريق.
عندما تبرد الأرض لدرجة عدم إنتاج الماريق، تزرع بأحد المحصولات الآتية: فول سوداني، لوبيا، كركديه، بطيخ أو هشاب. الأخير أي الهشاب بالطبع لا يزرع. وبعدما تفقد الأرض كل خصوبتها تماماً تترك (بورة) لتستريح وتستعيد خصوبتها، وينمو فيها شجر الهشاب تلقائياً. عملية تحضير الهشاب للإنتاج تسمى (طق).
بالنسبة للقردود:
أول سنة كما في حالة الجرابة تزرع بطيخ، السنة الثانية ربما دخن ولكن هذا يكون فاشلاً ما لم تهطل الأمطار فوق المعدل الطبيعي، كل السنوات اللاحقة تزرع ماريق.
نظام التقـندي والتبلـدي في دار حمر:
كتب المـستر أ. إيى. دي بيين A. E. D. Penn. ورقة حول التقندي (خشم الفاس) في 04/12/1927م والتبلدي في 26/05/ 1929م عند حمر تم نشرهما في مذكرة المستر(K.D.D. Henderson) مساعد مفتش منطقة غرب كــردفـــان (دارحمر) في الملحـق (1G-) ( فــي كـتـابـه (A NOTE ON THE HISTORY OF THE HAMAR TRIBE OF WESTERN KORDOFAN)
وقام بترجمتها السيد/ جمعة حامد أحمد ـ أم عجيجة ـ الخوي ونصهما كالتالي:
التـُقـُنـْدِي(خشم الفاس)
1- الملكـيـة والحـيــازة:
بناءاً على النظام الأساسي السائد الذي ينص على أن جميع جنائن الهشاب حق للقبيلة وأن ملكيتها مشاع للجميع فإنه لا يمكن لأي فرد تملكها ولكن له حق الحيازه والإنتفاع. و لذلك فإن وضع جنينة الهشاب في القائمة بإسم شخص معين لعدد من السنين لا يعطيه الحق الكـامل في طق تلك الجنينة (في كل مرة يزعم ذلك). نوع الحق الممنوح بطول مدة الإنتفاع يختلف بين جناين الهشاب والتبلدي.
2- تـوزيـع جـنايـن الهـشـــاب:
(I) بالرغم من أن ملكية جناين الهشاب تعود للقبيلة إلاّ أنها تـُضَمْ بغرض التوزيع إلى تلك القرية التي تقع في تربيعتها.
إستثناءات:
(أ‌) الجناين المحددة التي في (الوادي المقابل للسراية) وإن كانت لا تقع في حدود تربيعة القرية إلا أنها تـُضَمْ إليها كحق مكتسب.
(ب‌) الجناين التي تقع في البورة ولم تـُضَمْ إلى قرية تكون تحت يد العُـمْـدة ليقوم بتوزيعها.
(II) عادة يكون شيخ القرية هو المسئول عن توزيع جناين الهشاب. القانون السائد هو أن شيخ القرية لا يملك الحق في إعطاء جناين الهشاب لغريب من قرية أخرى تابعة لنفس العمودية أو أي عمودية أخرى طالما أن هناك في قريته شخص لم يعطي جنينة معقولة ليقوم بطقها وهو على إستعداد لدفع قيمة مناسبة من التقندي.
ملاحظة:
عادة يستحق سكان القرية التي تتبع لها جناين الهشاب الأولوية في حق الطق، ولكن شيوخ القرى عادة يفضلون إعطاء جناينهم للأغراب (الدندارة) حيث أنهم على إستعداد لدفع قيمة أكبر من التقندي. تتفاوت قيمة التقندي بالنسبة لسكان القرية أنفسهم بموجب قانون العرض والطلب، ولكن دائماً يجب أن يكون أقل مما يدفعه الأغراب.
نفس القانون المتبع ينطبق على الجناين الواقعة في البورة والتي يقوم بتوزيعها العُـمْـدة.
(III) حق التوزيع يتبعه حق أخذ حصة معينة من التقندي المُـحَـصّـلْ.
3- تـوزيـع الربط المطلوب:
(I) الربط الإجمالي المُـحَـصّـلْ من جناين الهشاب في كل دار حمر يقسم بحصص متساوية بين الشيخ والعمدة والناظر.
(II) في كل جناين الأغراب يقسم بالتساوي بين الشيخ والعمدة.
(III) عادة يقوم "شعابة" القرية بتحديد ما إذا كانت الجنية لحمر أو لأغراب.
4- عـمــومـي:
عندما يترك المنتفع جنينته بسبب توقفها عن الإنتاج، ويتم توزيع أرضها على عدد من المزارعين، فعندما تبدأ الجنينة في الإنتاج مرة أخرى تصبح أولوية حق الطق للمزارعين الحاليين وليس للمنتفع الأول. هذا العرف الأخير يعمل به في بعض الأحيان ولكن ترجيح الرأي السابق لصالح المنتفع الأول.
التـَبَلـْدِي:
1- الحقوق الأصلية في أشجارالتبلدي: تكتسب لمن يضع يده عليها أولاً، وله حق المطالبة بالمنطقة المعينة التي تقع فيها تلك الأشجار. يتم وضع علامات على حدود هذه المنطقة ومن يأتي لاحقاً عليه وضع علامات على الأشجار التي تقع خارج تلك المنطقة.
2- صاحب أول حق في المنطقة وبمرور الوقت، يبدأ في إقامة قرية في تلك الحدود. وعندما يحضر إليه الآخرون للإستقرار معه يعطيهم عدد معين من أشجار التبلدي ليقوموا بحفرها.
3- كل أشجار التبلدي ملك لأول صاحب حق وسلالته الذين يستمرون في شياخة القرية حتى يتم حفرها. بعدما يتم حفر التبلدية تصبح ملكاً لمن قام بحفرها وسلالته، ولا يحق للشيخ نزعها.
4- كل أشجار التبلدي غير المحفورة (غفار) تظل ملكاً للشيخ بحكم منصبه، حتى ولو إنتقلت الشياخة من يد المؤسس الأصلي للقرية.
5- يأتي الوقت الذي يتم فيه حفر جميع أشجار التبلدي التي تقع في حدود القرية بينما تنمو القرية ويزداد عدد سكانها. فعند قدوم سكان جدد للقرية يستدعي الشيخ مجلس القرية، وبموجب إتفاق إنتفاع عام يتم إعطاء السكان الجدد شجر تبلدي من المحفور والمملوك. وبمجرد تركها تعود الملكية للمانح.
6- عندما يرحل أي من سكان القرية إلى قرية أخرى عليه تسليم كل أشجار التبلدي التي يملكها سابقاً للشيخ ولا يحق له بيعها أو هبتها إلاّ لأحد من أفراد عائلته، ولكن يمكنه فقط بيع الماء الذي تحتويه تبلديته.


ثروات المنطقة:
يوجد بالمنطقة أجود أنواع الضأن في العالم هو الضأن الحمرى إذ يبلغ عدداً حوالي أربعين مليون رأس وحوالي ثلاثون مليون رأس أو تزيد قليلاً من الماعز وحوالي الثلاثة مليون رأس تقريباً من الإبل.

بجانب الفول السوداني وحب البطيخ والصمغ العربي، إذ تعتبر المنطقة المصدر الرئيسي لهذه المنتجات وأهم من كل ذلك العنصر البشري إذ تذخر المنطقة بكفاءات عالية وخبرات ثرة بالداخل والخارج في كل المجالات، فأرض بهذه الإمكانيات المادية والبشرية يجب أن لا تهمل وتستحق التنمية.

هذه المعلومات مستقاة من:-
موقع مدينة النهود
www.elnahoud.net
وكذلك موقع رابطة ابناء دار حمر
www.darhamar.com
ومن قراءآتى الخاصة من كتاب التمازج القبلى فى السودان للكاتب عبد الله ادم
أ.ياسر جابرمركز yassermorkaz@hotmail.com

دور استقرار الرحل في حل الصراعات القائمة بين قبائل البقارة فى جنوب دارفور وكردفان

بسم الله الرحمن الرحيم

دور استقرار الرحل في حل الصراعات القائمة بين قبائل البقارة فى جنوب دارفور وكردفان
مقدمة ومبررات :-
الترحال سمحة لحياة الانسان الافريقى منذ اكثر من 3000سنة فى سهول السافنا وماذال هذا الترحال سائداً فى وسط وشرق وغرب افريقيا بما فى ذلك السودان .
فى السودان لاذالت القبائل النيلية تمتهن الرعى كوسيلة وحيدة للحياة وهؤلاء يمثلهم الدينكا والنوير والانواك والشلك . وفى كينيا يتمثل ذلك فى المساى وتركانا وفى يوغندا لكراماونق وفى غرب افريقيا الرعاة التقليديين يمثلهم الفلانى وامبررو (Umbararro) يرعى هؤلاء الرعاة الابقار من نوع الزيبو (Zebu) ذو القرون الطويلة وقليل من الماعز النيلى والضأن الافريقى تنعد بينهم الفصيلة الخيلية من خيول وحمير وكذلك الجمال لاوجود لها على الاطلاق .تأقلمت هذه الحيوانات الاليفة على مناخ افريقيا المدارى ،والترحال الى الاماكن العالية فى فصل هطول الامطار (الخريف) والعودة الى القرى الدائمة لصيد الاسماك ورعى العشب الاخضر .
فى فصل الجفاف للابقار دوناً عن الحيوانات الاخرى مكاناً خاصاً حيث ان مايملكه الفرد من الابقار يعطيه مكاناً مرموقاً فى المجتمع القبلى كما ان الابقار ضرورية فى المهور والطقوس الدينية والغذاء (اللبن) والدية عند الاقتتال .
من ناحية اخرى دخل العرب المسلمون شرق ووسط وغرب افريقيا على ظهور الجمال والحمير فى الغالب تكون تبعتهم اعداد مقدرة من الضأن والماعز الصحراوى والنوبى ،الذين اتو من مصر محازين للنيل . استطاع هؤلاء العرب المسلمين التوغل داخل العمق الافريقى حتى خط عرض 10 oشمالاُ وعلى ساحل المحيط الهندى حتى جمهورية جنوب افريقيا .
لم يستطيع العرب دخول الاحراش الاستوائية والسافنا الغنية الافريقية جنوب خط عرض 10ش ربما نتيجة للسواحل الافريقي والافات التى المت بهم وحيواناتهم ايضاً وربما نتيجة لمقاومة القبائل الافريقية للغزاة .
العرب الذين توطنوا شمال خط عرض 10ش تزاوجو مع القبائل الافريقية ونتج عن ذلك هجين ساد الاقطار الافريقية التالية :-
السودان ،موريتانيا ، شاد ، النيجر ، مالى ، نيجيريا ، وغينيا وربما تنزانيا وساحل كينيا الشرقى والصومال واثيوبيا وارتريا ذلك الهجين الاسيوى الافريقى امتهن رعى الجمال والماعز والضان الصحراوى والنوبى بين خط 13-18 ش الجزء الاخر من هذا الهجين الذين فضلو رعى الابقار عرفوا بالبقارة . والبقارة فى دار فور يتمثلون فى البنى هلبة والفلاته والتعايشة والهبانية والرزيقات وفى كردفان يتمثلون فى المسيرية (الحُمر والزرق) والحوازمة واولاد حميد وبعض قبائل امبررو. هنالك بقارة على ضفاف النيل الابيض وهؤلاء يتمثلون فى بنى جرار وسليم واولاد حميد وهنالك بقارة فى جنوب النيل الازرق تمثلهم قبائل كنانة ورفاعة والفلاتة وامبررو .
القواسم المشترك بين البقارة فى جميع انحاء السودان هى كااتى :-
1- تطقى احتياجات الابقار على جميع طرق حياتهم .
2- يترحلون جميعاً عن بداية فصل الامطار من المصائف ابتداءاً من مايو للذهاب الى المخارف فى وسط السودان او القوز فى كردفان ودار فور .
3- العودة الى المصيف ابتداءاً من اكتوبر من كل عام والبقاء مؤقتاً حوالى خط عرض 10o ش وجنوب.
4- فى سنوات القحط (الجفاف). يتوقلون داخل ولايتى بحر الغزال والاستوائية وايضاً داخل الحدود الدولية فى اثيوبيا ، شاد ، افريقيا الوسطى ، وربما جمهورية الكنغو الديمقراطية .
5- منذ الازل كانت الاحتكاكات والمناوشات تختلف فى حدوثها من آن الى اخر بين الرحل انفسهم والزراع المستقرين تحل المشاكل بين هؤاء المتعاركين بواسطة الاعراف القبلية المتوارثة عبر الزمن .
6- فى زمن الحكم الثنائى حددت الحكومات المحلية والمديريات المختلفة مراحيل ثابتة لكل قبيلة لتفادى الاحتكاك بين سلطات القرى والرحل وبين الرحل انفسهم .
7- بعد الاستقلال غفلت الحكومات المحلية والحكومات المركزية المتعاقبة عن هذه المراحيل بما فى ذلك تزويدها بالخدمات البيطرية والامنية والصحية التى تقدم على طريق المراحيل.
8- ايضاً منذ الاستقلال كانت هناك الحرب الاهلية فى الجنوب وبعد عام 1983م شملت الحرب الاهلية جبال النوبة وجنوب النيل الازرق واخيراً ولاية دار فور الكبرى . هذه الاماكن تمثل المصائف التقليدية للبقارة فى شرق وغرب ووسط البلاد وعدم الوصول اليها يؤدى للاحتكاكات الدامية العنف بين الرحل انفسهم وبين القبائل المستقرة فى الارياف وحول المدن .
9- الترحال حرم البقارة من خدمات ضرورية مثل:-
1)- الصحة 2)- التعليم 3)- الامن 4)- المعارف 5)- التسويق 6)- الحياة العصرية الراقية حيث نجد مستوى معيشة عالى فى الدرجة الثامنة اكثر راحة ومعنى ومستوى من بقارى يملك مئات الابقار.
10- الحكومات المركزية والولائية والمحلية المتعاقبة لاتعير احتياجات الرحل انتباهاً وربما لاتحس بوجودهم على الاطلاق عند تخطيط المشاريع الزراعية التنموية والاستثمارية وهذا يشمل الرحل من بقارة وغيرهم .
11- تتوسع الزراعة الالية الحكومية والشركات الزراعية الامنية فى المراحيل التقليدية للرحل دون اعتبار لمتطلباتهم .
12- الغالبية العظمى من البقارة تهتم بكمية الابقار المملوكة وليس النوع الإنتاج المربح .
13- ابقار البقارة الغربية والفلاتة وامبررو بها قدرة عالية لتحمل مرض التربانسوما (مرض ام بوصى)
(مرض الصبان) وايضاً القدرة على تحمل السير مئات الكيلو مترات عند الترحال .
فى رأينا ان المشكلة بين المسيرية الحمر والرزيقات تكمن فى عدم الاستقرار او الترحال فلو استطعنا من اليوم وليس الغد على استقرار البقارة فى مصائفهم فهذا يمكنا من تقديم خدمات صحية وامنية وتعليمية ومعرفية لهؤلاء المواطنين الذين يساهمون بربع الدخل القومى من العملات الصعبة وخمسين فى المائة من مدخلات الانتاج الحيوانى كما يئمنون كل احتياجات الوطن من اللحوم و80% من الالبان . السؤال هنا لماذا لم يستقر الرحل ولماذا يرتحلون ؟.
اسباب الترحال :-
1- الهجرة الى المصائف املتها عليهم طبيعة مناخ السافنا حيث يتوفر العشب والماء فى المخارف وتكاد تنعدم المياه كلياً عند منتصف فصل الجفاف وانعدام الماء كلياً فى المناطق التى بها مرعى مناسب .
2- الهجرة الى المخرف اليها عدة اسباب :-
1)- يتوالد الذباب القارص من نوع الناموس باعداد خرافية فى فصل الامطار ويهاجم الحيوانات الاليفة والبرية بشراسة والتى ربما تؤدى لهلاك الحيوانات ولذا كان لابد من مقادرة المصيف عند هطول الامطار او موسم توالد الزباب .
2)- الاعتقاد السائد بالنسبة للبقارة بان المرعى فى القوز اكثر فائدة غذائية واشهى لقطعان الابقار.
3)- الاعشاب فى فصل الامطار بالمصائف تنمو بكثافة تكون عالية فيما يعوق رؤية القطيع وادارته ورؤية الحيوانات المفترسة المختبئة به.
4)- الحنين والعودة الى الدار بعد غياب بين 7 – 8 اشهر سنوياً .
5)- تأقلمت ابقار البقار على هذا النمط من الحياة وعند هطول الامطار تهاجر الابقار لوحدها الى الشمال غصباً عن صاحبها ربما لتفادى الوحل وقرصات زباب التستسى نهاراً والبعوض والقراص ليلاً .
لكى نستطيع اقناع البقارة على الاستقرار فى المصيف علينا تخفيف او تقيل الأسباب التى ادت الى ترحالهم عبر القرون .
لكى نصل الى هذا الهدف علينا ان نسال .
(1)- هل المرعى فى القوز وغيره من المخارف اكثر فائدة لقطعان الابقار؟ وهل اثبت ذلك علمياً ؟.
(2)- هل يمكن مكافحة زبابة التستسى بطريقة مستدامة وهو ربما يكون السبب الرئيسى فى الترحال .
(3)- بالنسبة للاعشاب الكثيفة والعالية عند الاستقرار يستطيع السكان الجدد قطع الاشجار وفتح الطرق وطرد الحيوانات المفترسة . وفى هذه القرى سوف نتمكن من لم شمل الاقرباء الذين تخلفوا فى الدار .
بالرغم من صعوبة الاجابة على السؤالين الاول والثانى لكن هنالك تجارب اولية اثبتت بان ابقار البقارة (تعتمد وتكسب الوزن وتتكاثر اذا بقيت بالمصائف فى فصل الامطار اى اذا استقرت بالمصيف هذه التجارب اجريت بواسطة المعمل الاقليمى للابحاث البيطرية بنيالا بالتعاون مع هيئة تنمية غرب السافنا والابحاث البيطرية بسوبا تتلخص التجربة فى الاتى :-
1- وضعت حوالى مائة بقرة (Western Baggara breed ) من اعمار مختلفة فى منطقة الردوم (مصيف) لمدة عام كامل .
2- هذه الابقار عولجت ضد مرض التربانسوما والديدان الداخلية .
3- تركت هذه الابقار لتعيش فى المرعى الطبيعى المتوافر بالمنطقة دون اعطائها اى عليقة مركزة .
4- وزن كل حيوان من هذا القطيع كانت ايجابية ومشجعة حيث ان كل افراد القطيع قد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وزناً اسبوعياً ولم ينفق اى حيوان نتيجة للمرض او الاعتداء بواسطة الحيوانات المتوحشة .
هذه التجربة عليها مآخذ .
1- منطقة الردوم حيث اجريت التجربة مأهولة بها مزارع الشاسعة للدخن والزرة مما ادى الى انعدام الاعشاب الكثيفة الطويلة . من ناحية اخرى هذا يبين بانه عن الاستقرار يمكن ترويض الطبيعة لزيادة الانتاج الزراعى بشقيه الزراعى والحيوانى .
2- التجربة لم تقارن بين زيادة الوزن والولادة وانتاج اللبن والنفوق بين الابقار التى ذهبت الى المخارف فى القوز والابقار التى قضت فصل الامطار بالردوم .
3- التجربة اجريت لموسم واحد وفى هذا الموسم بالذات كانت الامطار اقل من المتوسط 500-800 ملم لذى ربما جعل ابقار التجربة اكثر تحملاً .
4- هذا لاينفى ان العيش فى المصائف فى فصل الامطار مفيد ويمكن الاعتماد عليه فى تغذية الابقار . التجربة انفة الذكر اثيبتت بان الابقار يمكن ان تعيش فى بحر العرب فى فصل الخريف هذا معناه ان الابقار قادرة على الاستقرار ببحر العرب .
الخلاصة انه يمكن استقرار البقارة الرحل ببحر العرب وهذا سيقلل او يزيل نهائياً الاحتكاك بينهم وايضاً بينهم وقرى المزارعين المستقرين . اثبات التاكد من ذلك علينا اجراء تجربتين حقليتين .
التجربة الاولى :-
العنوان قدرة بقر البقارة على البقاء ببحر العرب فى فصل الخريف .
1- شراء 250 بقرة من سلالة بقر البقارة (Western Baggara breed ) .
2- الاتفاق مع اسرتين من الرعاة احداهما من الرزقات والثانية من المسيرية لكى نتتبع ابقارهم فى المرحال لمدة ثلاثة سنوات .
3- الابقار ال250 تقسم كالاتى :-
‌أ- 50 بقرة تبقى بمحطة الردوم ؟؟؟؟؟؟؟ ببحر العرب .
‌ب- توضع 100 بقرة بمنطقة سفاهة (الرزيقات ).
‌ج- توضع 100 بقرة بمنطقة هجليج او ابيي .
‌د- تحصن جميع الابقار (أ ، ب، ج ). ضد الامراض المعدية بواسطة اللقاحات وايضاً تعالج من الديدان الداخلية وطفيليات الدم والقراد .
التجربة الثانية :-
بعوان مكافحة الذباب القارص (السرين) لكل من (سفاهة وهجليج ببحر العرب )
1- تحتاج كل مائة بقرة الى مساحة تتراوح بين 100كلم مربع من المرعى الطبيعى اعتماداً على طبيعة المنطقة .
2- يحتاج كل كلم مربع من المرعى الى اربعة مصائد لمكافحة الذباب القارص .
3- بذلك تحتاج التجربة الى 400-800 مصيدة .
4- تطع هذه المصائد بواسطة مادة Oclerol الجاذبة لذباب السريت والذباب الاخر المتعلق بحيوانات الحقل .
5- تستمر هذه التجارب لمدة ثلاثة سنوات .
6- يجب صيانة مصائد الذباب شهرياً .
7- خلال الثلاث سنوات يجب معاملة الابقارة المنضوية تحت التجربة ابقار( الردوم ، سفاهة ، هجليج وابقار الرحل) كالاتى :-
1- وزن كل الحيوانات اسبوعياً .
2- مراقبة نسبة الولادة Calvis rate خلال كل سنة من الثلاث سنوات .
3- احصاء انتاج اللبن للابقار فى كل منطقة .
4- حصر الابقار النافقة نتيجة للامراض كل سنة .
5- حصر الابقار التى هلكت بواسطة الحيوانات المفترسة سنوياً .
6- تجرى هذه التجارب بعلم زعماء المسيرية والرزيقات والسطات المحلية بمنطقة التجارب .
7- بعد الثلاث سنوات تحلل النتائج .
8- اذا كانت النتائج ايجابية توسع التجربة لتكون مشروعاً استثمارياً يحتزى به ليس للرزيقات والمسرية بل لجميع المستثمريين سودانيين او اجانب .
اعطاء خلفية تاريخية :-
1- عمل تجارب لاستقرار القبائل كل فى منطقته (توفير الخدمات البيطرية بكامل صورها ). الخدمات البيطرية .
‌أ- علاج الامراض .
‌ب- التطعيم الدورى .
‌ج- التواجد الدائم للخدمات البيطرية .
2 – مراعات الخدمات الاجتماعية الاخرى
3 – التجارب يجب ان تشمل متابعة الصحة العامة مع الانتاجية المطلوبة من لحوم والبان و...


المرحوم البروفيسور محمد موسى محمد احمد
أستاذ علم الطفيليات بجامعة السودان للعلوم والتكنولولوجيا
عام 2009م